الأحد، 17 أكتوبر 2010

لاهوت السيد المسيح عن ناسوته وقت موته ؟


 لاهوت السيد المسيح عن ناسوته وقت موته ؟
***  **  ****  **  **  ** ** ** ** ** **  **  **  ****  **  *** 

عند خروج روح السيد المسيح على الصليب ، حينما قال : " يا أبتاه : فى يديك استودع روحى " ( لو 23 : 46 )

هل انفصل لاهوت المسيح عن ناسوته ؟ أو هل يمكن ان يموت كلمة الله على الصليب دون ان يموت اللاهوت ؟

الجـــواب

السؤالان حول قضية واحدة ... وللاجابه نسأل السؤال التالى : هل روح الإنسان تموت بموت الجسد ؟ طبعاً الروح لا تموت إنما الجسد هو الذى يموت. فإن كنت أنا الإنسان المسكين حينما أموت ، جسدى فقط هو الذى يموت وروحى لا تموت ، فبالأولى حينما نتكلم عن اللاهوت والناسوت لله الكلمة ,

 
ناسوت المسيح يمكن ان يموت دون أن يموت اللاهوت ، ومعلمنا بطرس الرسول يورد الآيه التالية التى تدل عن ذلك : 
" مماتاً فى الجسد ولكن محيىً فى الروح . الذى فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن " ( 1 بط 3 : 18 ، 19 ) . مات السيد المسيح على الصليب بالجسد ( جسدياً ) ولكن روحه الانسانية لم تمت ، فبالأولى لم يمت لاهوته. 
 
أما للإجابة على التساؤل بخصوص انفصال لاهوت المسيح عن ناسوته عند خروج روحه على الصليب ، فإننا نقول المثال التالى للتوضيح :
إذا غمسنا ورقة نشاف فى حوض زيت حتى تم امتصاص الزيت بواسطة النشاف، فهل اذاً قطعنا ورقة النشاف وهى بداخل حوض الزيت الى قطعتين ، هل ينفصل الزيت عن اى جزء من الورقة ؟ طبعاً لا ينفصل لانه متحد أصلاً بالورقة .
هكذا انفصل الروح الانسانى للمسيح عن جسده الانسانى ، لكن اللاهوت المالئ الوجود كله كان متحداً بكل من الروح والجسد . إذا ذهب الروح الى الجحيم او الى الفردوس ففى جميع الاحوال الاتحاد الطبيعى الاقنومى قائم بين اللاهوت والناسوت . كما أن اللاهوت مالئ الوجود كله ، فلماذا تنفصل عنه ؟
الذى انفصل هو الكيان الانسانى فقط ( الروح من الجسد ) لكن اللاهوت لم ينفصل لا عن الروح ولا عن الجسد.

وهكذا نصلى فى القسمة السريانية فى القداس الالهى
( واحد هو عمانوئيل إلهنا ، وغير منفصل من بعد الاتحاد وغير مفترق الى طبيعتين ، هكذا نؤمن وهكذا نعترف وهكذا نصدق) .
 
مع ملاحظة ان اللاهوت ليس هو الورح الانسانى للمسيح . فاللاهوت أزلى والروح الانسانى له بداية . واللاهوت غير محدود ، والروح الانسان محدود . الروح الإنسانى خُلق أصلاً على صورة الله ومثاله ، ولكن اللاهوت كائن منذ الأزل كما قلنا.

..........   .....  .....   .....   .....   .....   ..........

ras.ras
raby-yaso

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق