السبت، 28 أبريل 2012

فوائد شرب الماء عند الاستيقاظ صباحا قبل تناول الطعام


ينصح الاطباء بشرب الماء عند الاستيقاض صباحا قبل تناول الطعام فشرب "1,25" لتر من الماء يوميا يساعد على السيطرة او الشفاء من عدة امراض مثل الربو و السعال و امراض الجهاز التنفسي الاخرى كالبرد و ايضا امراض الجهاز الهضمي مثل الحموضة و الامساك و الدزنتري و عسر الهضم و التهابات الامعاء و ارتفاع الضغط الدموي و الذبحة و غيرها و يفضل شرب "1.25" من الماء النقي صباحا اما اذا كان هذا الماء دافئا فان المفعول يمكن ان يكون اقوى و اذا كان الشخص غير متعود على شرب هذا المقدار من الماء صباحا فيمكنة البدء بشرب كميات اقل يوميا و زيادتها تدريجيا الى ان يصبح قادرا على شرب المقدار المطلوب يوميا يعتبر شرب قدح من عصير الليمون الطازج بصورة دائمية مصاحبة لشرب الماء عاملا مساعدا على تحسين الحالة الصحية للمريض و عملة .

7 نصائح هامة للتعامل مع ضغط الدم المرتفع


هل تعاني أو تعانين من ارتفاع ضغط الدم؟ هل تعرف أنك مصاب بارتفاع في ضغط الدم؟!، المشكلة أن هناك الكثير منا لا يشعر بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأعراض :

احذر من النوم لاكتر او اقل من 8 ساعات


حذرت دراسة علمية بريطانية من أن النوم لساعات أكثر أو أقل من المعدل الطبيعى فى اليوم يؤدى إلى تعطل القدرة العقلية والإدراك، كما يتسبب فى تقدم عمر مخ المرأة بمعدل 7 سنوات، ما ينعكس قطعًا على ملامحها الخارجية.

الجمعة، 27 أبريل 2012

الجسد - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الجسد

في فترة الصوم يركز غالبية الناس علي الجسد: متي ينقطع عن الطعام؟ وإلي متي؟ متي يفطر؟ وماذا يأكل؟ والبعض يري في الصوم فترة تعذيب للجسد. والبعض يقول كلا. بل هي فترة تهذيب..
وإن كان الأمر تعذيباً أو تهذيباً. فهل الجسد هو سبب الخطيئة عند الإنسان؟ أو هل هو شر في ذاته؟ بعكس الروح!!
كلا. إن الجسد ليس شراً في ذاته. ولكنه قد يخطئ أحياناً. كما أن الروح يمكن أيضاً أن تخطئ.. وسنوضح ذلك:
* لو كان الجسد شراً في ذاته. ما كان الله قد خلقه. لأن الله لا يخلق شراً. بل إنه عندما خلقه الله بجسده وروحه. وجد أن ذلك حسن. وبقي الإنسان فترة بجسده وروحه لا يخطئ!
* ولو كان الجسد شراً في ذاته. ما بقي الأنبياء والأبرار محتفظين بقدسية حياتهم وهم يلبسون أجساداً!
* ولو كان الجسد شراً في ذاته. ما كان الله يقيمه في اليوم الأخير!! ويكفي ان الإنسان قد احتمل هذا الجسد في حياته علي الأرض. ولا داعي أيضاً أن يحتمله في الأبدية بعد القيامة!
* ولو كان الجسد شراً في ذاته. ما كنا نكرم عظام أو رفات القديسين بعد موتهم. ونعتبرها ذخائر لنا وبركة. نحرص علي الاحتفاظ بها!
الجسد الخاطئ
ولكن لماذا علي الرغم من كل ما قلناه. نسمع كلاماً كثيراً عن الجسد. وشهوات الجسد. والسلوك حسب الجسد؟!
هذه الاتهامات كلها. تقال عن الجسد الخاطئ. وليس عن الجسد بصفة عامة. إنها تقال عن الجسد المادي. الذي يحب المادة. ويشتهي ضد الروح..
إنه الجسد الشهواني. وشهواته مادية ونجسة. قد تكون شهوة في الزني. أو شهوة البطنة التي هي في الطعام والشراب والسكر. أو قد تكون في شهوة أمور حسية. تتحول إلي عادة مسيطرة. أو إلي إدمان مثل التدخين والمخدرات وما إلي ذلك.
والجسد الخاطئ هو الذي يركز اهتمامه في المادة. وقد تستعبده..!
ولكن ليس كل الأجساد هكذا.
*****
والجسد الخاطئ هو الذي يقود الروح والنفس إلي الخطأ
فحينما تخطئ حواسه. تشترك معها نفسه وروحه. فيتدنس الإنسان كله. فإذا نظر المرء إلي امرأة نظرة شهوانية. تدخل الشهوة إلي قلبه. ويخطئ بالقلب والفكر معاً.
والجسد إذا اشتهي طعاماً أو شراباً في أثناء الصوم. يقود النفس أيضا إلي التذمر علي الصوم. ولا يكون قلبه طاهراً أمام الله..أما الجسد الزاهد فهو ليس هكذا. ينتقل زهده إلي نفسه أيضاً. فيفرح بصومه. ويكون صائماً نفساً وجسداً.
****

الحركــة - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الحركــة

صدق المثل الشعبي العامي القائل: في الحركة بركة
ونحن نري أنه منذ بدء الخليقة. أوجد الله الحركة في الكون
فالأرض تدور حول نفسها أمام الشمس دورة في كل يوم. ينتج عنها تتابع النهار والليل. وتدور دورة حول الشمس كل عام. يكون من نتائجها تتابع الفصول الأربعة...
تري ماذا كان يحدث لو لم تكن الأرض تتحرك؟!
هناك دورة أخري كل شهر بين القمر والأرض. ينتج عنها أوجه القمر. وهناك حركات أخري ودورات في عالم النجوم والكواكب الشهب والمجرات.. والعجيب في كل تلك الدورات أنها دائمة ومنتظمة.
***
الهواء أيضا يسخن ويبرد. وينتج عن هذا اختلاف في الضغط.
ثم يتحرك الهواء من منطقة الضغط الثقيل إلي منطقة الضغط الخفيف.. وتنتج عن ذلك الرياح
ونفس العملية تحدث بين البحر والأرض. وينتج عنها نسيم البحر ونسيم البر. كل ذلك يحدث طبيعياً دون تدخل من يد البشر.
والهواء حولنا يتحرك. والموج في البحر يتحرك. والسحب في السماء تتحرك. وهناك تحركات في باطن الأرض تنتج عنها الزلازل والبراكين والنافورات. وتحركات في الغيوم تنتج عنها الأمطار. وتحركات في جذور الأشجار تحت الأرض. وتحركات في فروعها وأوراقها من فوق. وتحركات للطيور في الجو. وللسمك في البحر
انها الطبيعة دائمة الحركة. وحركتها دليل علي وجودها.
***
الإنسان أيضا يتحرك. وحركته هي دليل علي الحياة فيه
وإذا بطلت حركة جسده. يكون حينئذ قد مات..
فنعرف أن الإنسان قد مات. حينما تتوقف الحركة فيه: فالقلب لا يتحرك. لا خفق ولا نبض. والمخ لا يتحرك. والنفس لا يتحرك. لا شهيق ولا زفير. والدم لا يتحرك في الجسد. وأجهزة الجسم كلها لا تتحرك.. وإذا بعدم الحركة تشكل الموت. فيهمد كل شيء ولا يعمل أي عضو فيه عملاً. لأنه لا يتحرك...
أما الحركة. ففيها حيوية. وفيها نشاط. وفيها حرارة...
***
عضو الجسد الذي يمر عليه وقت طويل بدون حركة. يصاب بالخمول. وقد يمرض وقد يعجز لذلك كانت هناك فائدة كبيرة للتمارين الرياضية. تحّرك الأعضاء. فتنشطها وتقويها كذلك باقي أجهزة الجسد. إن كان بعضها لا يتحرك.. فيحتاج إلي تنشيطه. كالموتور: حياته في حركته
قديماً كانوا يسمون السيارة أوتوموبيل.. وترجمة هذه الكلمة هي "المتحرك بذاته" لانه هناك عربات أخري تحركها قاطرة وتجرها.
***

الحرية في وجودها وفي حدودها - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الحريـــة
في وجودها..وفي حدودها

 ما أعظم الحرية. تغني بها الكتاب والفلاسفة والشعراء.
بها يتمتع الإنسان بإنسانيته. وبغيرها يشعر بالقهر والذلّ.
قرأت وأنا شاب مثلاً إنجليزياً يقول: إن فقدت كل شيء ماعدا الحرية. فأنت لا تزال غنياً
If everything - but liberty - is host, you are still rich.
والحرية لازمة للشعوب. كما هي لازمة للأفراد. من أجلها جاهدت الأمم إلي حد التضحية بدمائها. لمقاومة الاحتلال ومقاومة الاستعمار.
وفي بذل الحياة والدم لأجل الحرية قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وللحرية الحمراء باب :. بكل يد مضرّجة يُدقُّ
* * *
لقد خلق الله كائنات كثيرة بغير حرية. تقودها أنظمة موضوعة  لها. أو يقودها غيرها.. ماعدا الملائكة والبشر. فلهم حرية إرادة.
الشمس والقمر والنجوم مع علوها وعظمتها. تقود كل تحركاتها واتجاهاتها قوانين الفلك. والأرض أيضاً مقادة بنفس القوانين سواء في دورانها حول نفسها أو حول الشمس.
والرياح والأمطار. والحرارة والبرودة. والنور والظلمة. بل حتي البذار في باطن الأرض. والنبات فوق سطحها.. كلها مقادة بقوانين الطبيعة: لا تتصرف من ذاتها. بل حسب القانون الموضوع لها.
أما الحيوانات. فقد منح الله للإنسان أن يقودها. ويتصرف في حريتها. ليست المستأنسة منها فقط. بل حتي المتوحشة: يمكنه أن يصيدها. وأن يضعها في أقفاص.
* * *
* أما الاستثناء. فكان للملائكة والبشر: منحهم الله حرية..
لهم إرادة حرة.. بإمكانهم أن يطيعوا الله. أو أن يعصوه! وبحرية الإرادة سقط عدد كبير من الملائكة وصاروا شياطين.. وبهذه الحرية أفسدوا طبيعتهم. ومازالوا يعيثون في الأرض فساداً.
وبالحرية سقط الإنسان الأول. وطُرد من الجنة. ولا يزال في حريته يتأرجح بين ثنائية خطيرة: هي الخير والشر. الحلال والحرام. ما يجوز وما لا يجوز. وبالحرية يستمر في الشر. أو يتوب عنه.
هذه هي الحرية: في فائدتها. وفي ضررها.. ولا أقصد ضرر الحرية ذاتها. إنما الضرر في سوء استخدامها.

* مشكلة أخري في موضوع الحرية. وهي علاقة الإنسان بأخيه الإنسان
كل إنسان حرّ. ولكن قد تصطدم حرية إنسان بحرية إنسان آخر. وهنا نري "تنازع الحريات". ورغبة ذات بشرية في ابتلاع ذات أخري. وسعي الواحد أن يظهر باختفاء الآخر. أو أن يملك بسلب الآخر. أو أن يقوي بإضعاف غيره. وهكذا وُجد التنافس. بل وُُجد الصراع. ووجدت الحروب أيضاً.
وفي نطاق هذه الحرية. قامت دولة علي دولة. وشعب علي شعب. وجماعة علي أخري. وصدق ذلك المفكر الذي قال:
كم من الجرائم حدثت باسمك أيتها الحرية!
* * *

الجَدّية - لقداسة البابا شنودة الثالث


الجَدّية

إن الجدية هي الفارق الأساسي الذي يميز الإنسان الناجح من الإنسان الفاشل. في شتي فروع الحياة.
فالإنسان الجاد يركز علي طريقه في الحياة. ويهتم بالوسائل التي توصل إليه. لا يميل عنها يمنة ولا يسرة. ويظل ثابتاً في ذلك حتي يصل إلي غايته. بكل نجاح وبلا توقف. هو كسفينة ضخمة تشق طريقها في بحر الحياة بقوة متجهة نحو غايتها. وليس كقارب تعصف به الأمواج والرياح في أي اتجاه.
والجدية هي دليل الرجولة والقوة والتصميم.
أمثلة للجديةش
وسنضرب أمثلة متنوعة للجدية في العمل :
فالتلميذ الجاد هو الذي يذاكر علومه الدراسية من أول العام. بكل مواظبة. وبفهم ومراجعة. ويكون مستعداً لكل سؤال فيها. ولا يكون هدفه هو مجرد النجاح. وإنما بالأكثر التفوق. ويمكنه بهذه الجدية في تحصيل العلم أن يصل أيضاً إلي النبوغ.
أما الطالب غير الجاد. فهو يهمل دروسه إلي نهاية العام. بل إلي قرب أيام الامتحان. ويجد الوقت لا يكفي. فترتبك نفسيته وأعصابه...
كذلك العامل أو الصانع الذي يتميز بالجدية. فإنه لا يهتم بمجرد الإنتاج. إنما تدفعه الجدية إلي الجودة والإتقان.
وفي جديته يضيف إلي كل ذلك: الدقة في المواعيد. والاعتدال في السعر. وحسن التعامل. فينجح في عمله. وتروج صناعته.
***
والجدية تظهر أيضاً في عمل كل من الكاتب والخطيب. والصحفي والمؤلف. وفي حياة العلماء جميعاً...
فرق كبير بين من يحضّر كلمته. ويرتبها وينمقها. ويجهد في جمع معلوماتها. ويقدمها سهلة في الفهم. وفي القبول... وبين من يتكلم ارتجالاً. بلا تحضير ولا ترتيب! وتظهر أفكاره مشوشة وناقصة. لأنها صادرة منه بغير جدية. وبغير احترام لعقول القراء أو السامعين...
وكما يحدث هذا مع رجال الفكر. يحدث المثل مع رجال العلم. فالذي يتناول العلم في جدية وعمق. ويحرص علي الارتفاع عن المستوي العادي. باحثاً ومقدماً شيئاً جديداً. علي قدر استطاعته.. هذا يصل إلي درجة العالم. وينضم إلي مجموعة العلماء. لأنه تناول العلم بطريقة جادة.
***

التأمّل - لقداسة البابا شنودة الثالث

التأمّل

التأمل هو نظرة عميقة للأمور. لا يعمل فيها الفكر وحده. بل الروح أيضاً. وأحياناً يكون التأمل موهبة روحية يستقبل بها الإنسان معرفة فوق المعرفة العادية.
وحينما يتأمل الإنسان شيئاً. يمعن النظر فيه. ويدقق ويفحص. ويحلل ذلك الشيء ليري ما أعماقه.
وللتأمل مجالات عديدة. لمن يريد أن يستشف ما توحي به.
هناك تأمل في كلام الله ووصاياه. وتأمل في الصلاة والتراتيل والألحان. وتأمل في الخليقة والطبيعة. وفي السماء والملائكة. وفي الموت والدينونة وما بعدها.. وهناك تأمل في الأحداث. وتأمل في الفضيلة عموماً وتفصيلاً. وتأمل في المطلق. في الحق وفي الخير. وتأمل في صفات الله الجميلة.. وموضوعات التأمل أكثر من أن نحصيها. والإنسان الروحي يستطيع أن يتأمل حتي في الماديات. ويستخرج منها بعض المعاني الروحية.
***
نتناول أولاً التأمل في كلام الله ووصاياه
إن كلام الوحي الإلهي عبارة عن روح متجسدة في ألفاظ
الكلمات هي مجرد غلاف. يغلف المعاني في داخله كالصدفة التي تحوي داخلها اللولؤ. واللؤلؤ هو روح الكلمات. فلا تكتفي بالصدف. بل اكشفه بالتأمل واستخرج ما فيه من اللآليء.
كما صلّي داود النبي وقال: "اكشف يارب عن عينيّ. لأري عجائب من شريعتك".
وبهذا يكون التأمل في كلام الله. هو محاولة لاكتشاف الأسرار الإلهية الموجودة في الوحي الإلهي. وليس مجرد الألفاظ. فكلام الله هو روح وحياة ويكتشفه الروحيون. ويحولونه إلي حياة يعيشونها..
وبالصلاة ينير الله تأملاتنا في وصاياه. فنقول له "بنورك يارب نعاين النور". وهكذا بهذه الاستنارة الروحية نهتف مع داود النبي قائلين "لكل كمال رأيت منتهي. أما وصاياك فواسعة جداً".
***

الالتزام..أفضل من الإلزام - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الالتزام..أفضل من الإلزام

يعيش مستريحاً ومطمئناً. من يتعامل مع إنسان ملتزم.
فالإنسان الملتزم يلتزم بكل كلمة يقولها. ولكل وعد يعد به..
ويلتزم بكل اتفاق يبرمه مع آخرين. وبكل نظام يخضع له. وبكل عهد بينه وبين الله. وكل وصية من وصاياه.. إنه يلتزم بمباديء معينة. وبقيم وأخلاقيات. وقواعد روحية يتبعها.
إن قال كلمة. يكون لها احترامها عند الناس ووزنها. بل تكون أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثّق. بل حتي إن لم يقل كلمة. وإنما هزّ رأسه بعلامة الموافقة. يدرك الحاضرون تماماً أنه سوف يلتزم بهذه الموافقة. بدون إمضاء ودون شهود.
إنه الالتزام بالكلمة والوعد...
* * *
كذلك فهو يفي بكل نذوره التي نذرها. لأنها اتفاقات مع الله
نقول هذا. لأنه كثيراً ما يقع شخص في ضيقة أو إشكال. فيرفع قلبه إلي الله تبارك اسمه. وينذر نذوراً: إن نجيتني من هذه الضيقة. وحللت لي هذا الإشكال. سأفعل وأفعل... ولكنه بعد ذلك. إما أن ينسي هذا النذر. أو يماطل في الوفاء به. أو يحاول تغييره إلي شيء آخر.. أو أنه يقول مع الشاعر:
كم وعدتُ الله وعداً حانثاً :. ليتني من خوف ضعفي لم أعدْ
أما الإنسان الملتزم. فإنه يلتزم بكل نذوره ووعوده
* * *
الملتزم أيضاً يلتزم بتعهد الوظيفة وشرف المهنة
إن ضابط الحربية. وضابط الشرطة في حفل التخرج يتلو مع زملائه قَسَماً وتعهداً. يلتزم به في حياته العسكرية. وكذلك كل سفير جديد. وكل وزير جديد قبل استلام عمله يتلو أيضاً تعهداً وقسماً. وكل صاحب مهنة. عليه التزام من جهة شرف المهنة عليه الالتزام به. منه ما يسمي سرّ المهنة. كالمحامي والمحاسب في الحفاظ علي أسرار موكله.. والطبيب كذلك.
إنه الالتزام بشرف المهنة. والالتزام بالأمانة فيها
* * *
هناك أيضاً الالتزام بحفظ النظام العام
لعل منه الالتزام بقواعد المرور. فإننا نري أن كثيراً من الحوادث يكون سببها عدم الالتزام بالسرعة المقررة. أو في اتجاه المرور.
وفي النظام العام الالتزام بها تفرضه المطارات من تفتيش الحقائب والأشخاص. وما تفرضه الضرائب والجمارك من التزامات. وعدم التحايل للتخلص من استحقاقات الدولة مالياً بأنواع من الحيل. كثيراً ما يتحايل بها الأشخاص للتهرب من التزاماتهم.
* * *

الأعذار والتبريرات - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الأعذار والتبريرات

قد يخطيء الانسان.. ولكنه لا يشاء أن يعترف بأنه مخطيء..
ولذلك يغطي الخطأ بالأعذار والتبريرات.
أو يحاول أن يقلل من شأن ذلك الخطأ. ويقف أمام الناس بريئاً وبلا عيب..
وما أسهل علي الضمير الواسع ان يجد عذراً لأية خطيئة يقع فيها..! وما أسهل عليه أن يبرر أي موقف. بأي كلام..!
وباب التبريرات باب واسع.. إن فُتح. اتسع لكل فعل..
وفي تبرير الخطأ. يمكن تسميته باسم آخر مقبول. أو باسم فضيلة!
فالقسوة الشديدة في التربية. يمكن تسميتها بالحزم والتأديب.. والفكاهات البذيئة يمكن أن تسمي باللطف وروح المرح.. وما أكثر الخطايا التي توضع تحت اسم الفن.. وكثير من الانحرافات في بلاد الغرب توضع تحت اسم الحرية وحقوق الانسان!!
* * *
الدافع الأول إلي الأعذار هو تبرير الذات.. والسبب الحقيقي للأعذار الخاطئة هو كبرياء النفس التي ترفض أن تعترف بالخطأ..
والذات صنم يتعبد له الانسان ويريده أن يكون كاملاً وجميلاً في عينيه وفي أعين الناس. لا تشوبه شائبة. وان وُجدت هذه الشائبة. يحاول أن يمحوها بالأعذار والتبريرات..
وتبريرات الأخطاء في حد ذاتها هي خطأ آخر قد يحط من قدر الانسان أكثر من الخطأ الأصلي الذي يحاول أن يبرره.. وربما ينطبق عليه المثل القائل "عذر أقبح من ذنب"!
* * *

مدونة إنــت الحيــاة: الإرادة لماذا تضعف؟ وكيف تقوي؟ - لمعلم الاجيال قدا...

مدونة إنــت الحيــاة: الإرادة لماذا تضعف؟ وكيف تقوي؟ - لمعلم الاجيال قدا...: الإرادة لماذا تضعف؟ وكيف تقوي؟ كثيراً ما يرغب الإنسان في أن يسلك حسناً. ولكنه لا يستطيع. أو أن يعرف خطأ أو خطورة أمر من الأمور. ...

الإرادة لماذا تضعف؟ وكيف تقوي؟ - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الإرادة

لماذا تضعف؟ وكيف تقوي؟

كثيراً ما يرغب الإنسان في أن يسلك حسناً. ولكنه لا يستطيع. أو أن يعرف خطأ أو خطورة أمر من الأمور. وأنه ينبغي أن يبتعد عنه. ولكنه لا يقدر. والسبب في كل ذلك أن إرادته ضعيفة. كإنسان واقع تحت سيطرة وعادة رديئة. ويعجز عن التخلص منها.
يعرف مثلاً أن التدخين يتعب صحته. ويضيع ماله. ويفقده إرادته. وتبقي رائحته في فمه وأسنانه ومع ذلك لا يقدر علي إبطال التدخين. يود ذلك. ولكنه لا يستطيع.. إنها حالة إنسان عاجز عن مقاومة الخطيئة. وعاجز أيضاً عن فعل الخير.. إرادته ضعيفة في الحالين.
***
أسباب ضعف الإرادة
1- أول شيء يضعف الإرادة هو الشهوة
ولا نقصد شهوة معينة. إنما أية شهوة. سواء شهوة الجسد. أو شهوة المال والاقتناء. أو شهوة المناصب وتعظم المعيشة. أو شهوة الانتقام.. كلها وغيرها شهوات تتسبب في إضعاف الإرادة.
فعندما تدخل الشهوة إلي القلب تؤثر علي الإرادة وتجذبها إليها. وكلما ازدادت الشهوة. تضعف الإرادة عن مقاومتها. وبتوالي ضغط الشهوة علي الإرادة. ربما تنهار الإرادة تماماً. وتستسلم للشهوة والعلاج هو البعد عن هذه الشهوات بقدر الإمكان. وإن حورب الإنسان بها. يسرع في مقاومتها والبعد عنها.
***
2-البعد عن مصدر الخطية ومادتها
قد تأتيك حرب الشهوة من داخل قلبك وعلاج ذلك أن تقوي حياتك الروحية محاولاً أن تصل إلي نقاوة القلب بقدر استطاعتك أما إن صرت قريباً من مادة الخطيئة أو مصدرها. فحينئذ تقوم عليك حربان: إحداهما من الداخل. والأخري من الخارج. ويتعاونان معاً علي إسقاطك وعلي إضعاف إرادتك. وإضعاف مقاومتك للخطأ.. ولذلك علي الإنسان الحكيم أن يبعد عن مغريات الخطيئة. وعن الأوساط والمعاشرات الرديئة التي تسهل له السقوط وتدعوه إليه.
 ***

الإثنينية - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث


الإثنينية

عندما خلق الله الإنسان. خلقه باراً طاهراً بسيطاً. لا يعرف إلا الخير فقط. ولما سقط الإنسان في الخطية. فقد بساطته. وبدأ يعرف الشر إلي جوار الخير. وعرف أنه عريان واستحي من عريه.
ومن ذلك الحين. وقع الإنسان بين شقي الرحي:
أعني بين الخير والشر. ودخل في الصراع الداخلي. بين هذا الخير والشر. أو بين الحلال والحرام. وما يليق وما لايليق.
***
الصراع
عاش الإنسان في صراع الإثنينية: أمامه الاثنان. أيهما يختار؟!
أمامه طريق الحياة وطريق الموت. طريق البر وطريق الرذيلة. أمامه البركة وكذلك اللعنة. طاعة الله أو عصيانه. أمامه إما ضبط النفس. أو الانسياق وراء شهوات النفس. ونهاية كل من الطريقين واضحة.. والإرادة البشرية حائرة بين الأمرين: أحيانا تخطيء. وأحياناً أخري تندم علي الخطأ.. أحياناً تتوب. وأحيانا ترجع إلي الخطيئة.
إنها الإثنينية التي تتأرجح فيها حياة الإنسان. بين علو وهبوط. أو بين مدّ وجزر. في حالة نفس لم تستقر بعد علي وضع ثابت. تتخلص به من هذا الصراع الداخلي.
***
كثيراً ما يكون الصراع بين روح الإنسان وجسده:
الجسد يشتهي ضد الروح. والروح تشتهي ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر. ويظل الإنسان مضطرباً في حياته. ومتقلباً كثيراً في تصرفاته. إلي أن يخضع الجسد للروح. ويسير الإثنان في طريق واحد. هو مشيئة الله. وحينئذ يتخلص الإثنان من الإثنينية التي تقلقه.
قد يكون الصراع بين الجسد والروح. في بدء حياة الإنسان. أعني في بدء جهاده من أجل حياة التوبة. فإن وصل إلي التوبة. ينتهي صراعه. أو يدخل في صراع آخر من أجل الثبات في التوبة. وعدم الوقوع في نكسة ترجعه إلي الصراع السابق بين الجسد والروح.
 ***

الآباء والأبناء - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الآباء والأبناء

واجب الوالدين:
تحدثنا في العدد الماضي عن إكرام الأبناء للوالدين.. واليوم نتحدث عن واجب الوالدين. لأن كل حق يقابله واجب.
فلا يصح أن الوالدين يطالبان علي الدوام بحقوق. دون أن يؤدوا ما عليهم من واجبات. فمن واجب الآباء والأمهات تربية الأبناء في خوف الله. وحسن معاملتهم. والإنفاق عليهم. ورعايتهم وتعليمهم. وتقديم حياتهم قدوة صالحة لهم وأمثولة طيبة. وتأديبهم كما يليق: في حزم ممزوج بمحبة وعطف.
***
غير أن كثيرين من الآباء والأمهات يقصرون اهتمامهم بأولادهم علي الأمور الجسدية والمادية فقط. دون الاهتمام بروحياتهم.
كل اهتمامهم بأولادهم منصب علي نواحي المأكل والملبس. والصحة الجسدية. وتهيئة الابن لكي يجد وظيفة ومركزاً. وتهيئة البنت لكي تتزوج وتستقر في بيت. أما حياة أولادهم الروحية. وضمان مستقبلهم الأبدي. فهي أمور ليست موضعاً للتفكير. أو لا تلقي الاهتمام الكافي. كأن لا أولوية لها في نظر الآباء والأمهات!!
فإن شبّ أحد من أولادكم فاسداً أو سييء الخلق. أو كان سبباً في تعبكم. فلا شك أنكم تحصدون ثمرة إهمالكم له..
وعلي رأي المثل: أدّبوا الأحداث. قبل أن يؤدبوكم!
لقد كان الابن في يوم من الأيام عجينة ليّنة طيّعة في أيديكم تشكلونها كما تشاءون. فلماذا لم تهتموا به لكي يكون ابناً صالحاً يفرح قلوبكم ويفرح قلب الله؟
***
إننا لا ننكر أحياناً أنه يوجد أبناء معاندون:
أبناء لا يقبلون التربية. أو يتأثرون بالصحبة الرديئة خارج البيت أكثر مما يتأثرون بجو الأسرة المهذب. أو أنهم انقادوا لعوامل نفسية معينة جعلتهم ينحرفون..
فأبونا آدم. كان من نسله ابن قتل أخاه. وأبونا يعقوب أنجب يوسف الصديق. وإخوة يوسف الذين باعوه كعبد..
ولكن ليس معني هذا أن نعذر كل أب في فساد بعض أبنائه.. أما إن كان الأب قد بذل كل جهده في سبيل تنشئة ابنه في حياة روحية. ولكن الابن علي الرغم من كل هذا انحدر إلي الفساد. لظروف خرجت عن إرادة أبيه. حينئذ يكون للأب عذره..
***

إكرام الوالدين ومن يماثلهما - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

إكرام الوالدين ومن يماثلهما

إنها وصية إلهية أن يكرم الإنسان والديه اللذين أنجباه بالجسد. وأن يحترمهما ويطيعهما ويحسن إليهما.
ثم اتسع مفهوم الوصية حتي شمل الأقارب بالجسد الذين هم في منزلة الأب والأم. كالعم والعمة والخال والخالة.. ثم اتسعت الوصية أيضاً حتي شملت كبار السن. الذين هم من جهة عمرهم في منزلة الأب والأم.
وازدادت الوصية في اتساعها حتي شملت الأبوة الروحية كالمرشدين والمعلمين. كما شملت أبوة المركز. ومن عليهم واجب الرعاية.
بل يزداد المفهوم حتي يصل إلي احترام النظام العام والقانون والدولة.
***
ونود أن نبدأ الحديث بالأبوة الطبيعية
. ونتدرج منها إلي الباقي..
إن الأب هو رئيس الأسرة كلها. ليس للأولاد فقط. إنما لأمهم أيضاً. لأن الرجل رأس المرأة.
وفي النظام القبلي قديماً. كان الأب هو حاكم الأسرة. وكان الأب الكبير أي الجد هو حاكم العشيرة وهو قاضيها أيضا.
فكان يجمع بين الرئاسة الجسدية الطبيعية. والرئاسة المدنية في نفس الوقت.
وكانت بركة الوالدين ولا تزال شيئاً عظيماً يسعي إليه الابن لكي يناله بكافة الطرق. ومن يباركه والداه. يباركه الله.. أو
علي الأقل يسعي كل شخص إلي اكتساب رضاء والديه عليه. وقد يري أن عدم حصوله علي هذا الرضاء يكون سبباً
لفشله في الحياة.
  ***

آداب الحديث والمناقشة - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

آداب الحديث والمناقشة


لا تظن أن الكرامة كل الكرامة في أن تتحدث. أو أن تكون الباديء بالحديث. أو أن تمسك بناصية الحديث. وتسيطر عليه. وتقوده. وتكون البارز في الكلام!!

وربما يكون صمتك أكثر كرامة لك أمام الناس من كلامك

فقد تبدأ الحديث ارتجالاً وبغير دراسة. ويقف غيرك ممن درس الموضوع أكثر منك. فيحلل رأيك وينقده. ويُظهر ما فيه من أخطاء أو نقط ضعف.. بينما لو أنك تأخرت في الحديث. حتي تسمع أولاً ما يقوله غيرك. لكان كلامك أكثر احتراساً. واحتفظت بكرامتك.
***
"1" في حديثك راع الدقة والدماثة والأدب
حقاً ما أجمل آداب التخاطب. بها تكسب أصدقاء..
بها تكسب محبة الناس واحترامهم. إذ تأسرهم رقة أسلوبك. وهذه الرقة في الحديث تتمشي مع فضيلة الوداعة. فالوداعة تتميز بطيبة القلب. والقلب الطيب يتناقش بطريقة طيبة. ولا تصدر عنه كلمة قاسية أو جارحة. وهكذا يكسب الناس وآداب التخاطب كما تتفق مع الوداعة. تتفق أيضاً مع المحبة والتواضع. فالمحبة لا تحتد. والتواضع لا ينتفح في حواره ولا يتفاخر. بل تكون كل كلماته مريحة للسامع.
***

أخطاء اللسان - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

أخطاء اللسان

ما أكثر أخطاء اللسان. وما أبشعها أحياناً بل ما أخطر بعض نتائجها. وإذا لم يضبط الإنسان فمه. فإنه قد يتعرض للوقوع في العديد من الأخطاء ومن الخطايا بسبب لسانه..
واللسان سلاح ذو حدين. به تتبرر وبه تُدان:
به تُمتدَح وبه تُذم. به تكسب الناس وبه تخسرهم أيضاً.. فعلي الرغم من كثرة أخطائه. إلا أنه ليس شراً كله. إنما يمكن أن تصدر منه الكلمة الطيبة النافعة التي تنال بها محبة الناس أو تقديرهم: مثل كلمة الحب والحنان. وكلمة التعزية والتشجيع. وكلمة النصيحة والتعليم. وما أشبه من الكلمات النافعة البنّاءة.. وأيضاً يمكن أن يخطئ اللسان. ويجلب لصاحبه اللوم.
***
أخطاء اللسان
وأخطاء اللسان كثيرة. نذكر عينات منها :
منها خطايا الكذب :
مثل الكذب الصريح. وأنصاف الحقائق. والغش والخداع. والتضليل. والتلفيق. وشهادة الزور. والمغالطة. والمكر..
ومنها المبالغة أيضاً. كأن تقول: كل سكان البلدة الفلانية بخلاء! وقطعاً ليس الكل كذلك. أو أن تقول: جميع الشعب غاضبون! بينما أنت لا تعرف مشاعر الجميع. عموما كلمة كل أو جميع لا تخلو أحياناً من خطأ..
ومن أخطاء اللسان أيضاً خطايا الإساءة إلي الآخرين :
مثل كلام الشتيمة والنرفزة. والسب واللعن. وتحقير الآخرين والتهكم عليهم. ومسك سيرتهم. والغيبة والنميمة. والدسيسة.
وكذلك ألفاظ التهديد. والتعيير. والتشهير بالآخرين. وإفشاء أسرار الناس. وإلقاء المسئولية عليهم. ونشر الشائعات المسيئة..
***

الاستقامة

الاستقامة


الإنسان السويّ الفاضل هو إنسان مستقيم: مستقيم في فكره وفي ضميره وفي سلوكه. أمام الله والناس..
كل طرقه مستقيمة: لا هي ملتوية. ولا هي معوجّة. ولا متعرجة. إنما هي مستقيمة. يقولون عنه بالعامية إنه رجل دوغري. والإنجليزية Straight. أو Fair أي حقّاني. لا يسلك في الباطل. ولا يجمع أحياناً بين الباطل والحق! إنه يسير باستمرار في طريق مستقيم. لا ينحرف عنه يمنة ولا يسرة.
بل كل شيء عنده في توازن عجيب. لا يتطرف فيه نحو اليمين. ولا نحو اليسار.
إذن فلنتحدث عن الاستقامة. وما علاماتها؟ وكيف تكون؟ وما محارباتها؟ وكيف نميزها؟
***
الاستقامة ضد التطرف

المبالغة في الطريق الروحي غير مقبولة: سواء كانت مبالغة في الكلام. أو في الوصف. أو في السلوك

فالمبالغة في الكلام لون من الكذب. وكذلك المبالغة في الوصف. ولا تعطي هذه ولا تلك صورة واقعية عن الحقيقة. وعلي الأقل لا تعطي صورة دقيقة. كذلك المبالغة في السلوك ليست مستقيمة. لأنها نوع من التطرف. والذين يبالغون في التضييق علي نفوسهم. يتعودون هذا التضييق. فيضيقون علي الآخرين. وكثيراً ما تكون أحكامهم قاسية وظالمة.. وعن أمثال هؤلاء قال السيد المسيح إنهم "يحمّلون الناس أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل" وأنهم "يغلقون ملكوت الله أمام الناس. فلا هم يدخلون. ولا يجعلون الداخلين يدخلون".
إنهم يصعّبون طريق الفضيلة أمام الراغبين فيها. وقد يوقعونهم في اليأس. أو يسيّرونهم في التطرف مثلهم. وليست هذه طرقاً مستقيمة.
***

أسباب تعب الأعصاب

أسباب تعب الأعصاب

يظن كثير من الناس أن تعب الأعصاب خاص بخطية الغضب. أو النرفزة. علي اعتبار أن النرفزة مشتقة من كلمة Nerve أي عصب - علي أن هناك أسباباً كثيرة لتعب الأعصاب. نذكر منها:
1- المرض الجسدي:
يحدث أن بعض العظام في الجسد تضغط علي أحد العظام فتسبب له ألماً. مثال ذلك في بعض أمراض العمود الفقري. أن يضغط العظم علي ال Scaiatic Nerve الذي يمتد ما بين الفقرات القريبة من الحوض حتي القدم فيشعر الإنسان بألم وتعب في الأعصاب. يسمونه سياتكا. كذلك قد تتعب الأعصاب في أمراض الأسنان. إذا امتد السوس إلي العصب محدثاً ألماً. ويحتاج الأمر إلي عملية يقوم بها طبيب أسنان متخصص في علاج العصب.
***
2- الإرهاق الجسدي:
إذا كان الإنسان مرهقاً جداً من التعب. يكون في حاجة إلي الراحة أو النوم. وتكون أعصابه غير محتملة أي نوع من الجدال. وتصبح المناقشة معه في هذه الحالة عبارة عن ضغط علي أعصابه قد لايحتمله. ويبدو أمام الناس كأنه ضيق الصدر!
لذلك نصيحتي لكل زوجة أنها لاتضغط علي زوجها في مناقشة وهو مرهق. ولاتلح عليه في طلب وهو في مثل هذه الحالة. وإن حدث ذلك وثار عليها أو رفض الحديث معها. فلا تتهمه بالشدة أو الجفاء. إنما تلوم نفسها لأنها كلمته في وقت غير مناسب. وهو مرهق عصبياً.
كذلك علي أي مرؤوس ألا يطلب من رئيسه طلباً وهو مرهق. فقد لايستجيب لطلبه أو قد يرفض سماعه. ليس لأن الطلب غير سليم. وإنما بسبب الإرهاق. ولو تم العرض في وقت آخر. لاستجاب.
إن الله يعلم بمضار الإرهاق. وبحاجة الجسد إلي الراحة. لذلك منحنا وصية - لصالحنا - أن نستريح يوماً كل أسبوع.. كذلك وضع لنا أعياداً نستريح فيها ونفرح. بالاضافة إلي مناسباتها المقدسة.
***