الخميس، 24 مايو 2012

البراهين من علم الآثار والحفريات على صحة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد




قال عالِم الآثار اليهودي نلسون جلويك: "لـم يحدث أي اكتشاف أثري واحد ناقض ما جاء في الكتاب المقدس. إن التاريخ الكتابي صحيح تماماً بدرجة مذهلة، كما تشهد بذلك الحفريات والآثار" .

ويقول وليم أولبرايت أحد عظماء علماء الحفريات: "لا شك أن علم الآثار القديمة قد أكد صحة تاريخ العهد القديم، فانهدمت الشكوك التي قامت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في الكتاب المقدس، بعد أن أثبتت الاكتشافات - الواحد بعد الآخر - دقة التفاصيل الكثيرة التي تؤكد قيمة الكتاب المقدس كمرجع تاريخي" (22). 

ويقول الأستاذ رولي: "إن موافقة علماء الآثار على صحة التاريخ الكتابي لا ترجع إلى توفر النظرة المحافظة عند العلماء المعاصرين، بل إلى كثرة الأدلة التي بين أيديهم على صحة تاريخ الكتاب المقدس" 23).
ويقول ميلر باروز من جامعة ييل: "لقد محقت الاكتشافات الأثرية نظريات النقد الحديث، فقد أثبتت مراراً كثيرة، أن هذه النظريات ترتكز على افتراضات باطلة ونظرات تاريخية مصطنعة وغير صحيحة، وهذا أمر جدير بكل اعتبار". 

ويقول بروس: "إن المواضع التي كان يُتَّهم فيها لوقا بعدم الدقة، ثبتت بعد ذلك دقتها بأدلة خارجية، مما يجعل من الحق أن نقول إن علم الآثار قد أكّد صحة العهد الجديد". 

ويقول مرل أنجر (مؤلف كتاب علم الآثار والعهد الجديد): لقد كشفت الحفريات عن أمم قديمة جاء ذكرها في العهد القديم، وأظهرت تاريخ أشخاص مهمّين، وملأت فراغات كثيرة مما ساعد على فهم التاريخ الكتابي" (24). 
إن علم الآثار القديمة قد بعث احتراماً كاملاً للكتاب المقدس كوثيقة تاريخية صحيحة، وظهر أن شكوك بعض العلماء في الكتاب المقدس راجعة إلى تحيُّزهم ضد المعجزات، وليس التقييم الدقيق للتاريخ الكتابي!. 
لقد رأينا كيف عاونت المخطوطات القديمة، التي اكتشفها علماء الحفريات والآثار، على التأكد من سلامة النصوص الموجودة معنا للكتاب المقدس، وأنها نُقلت إلينا عبر القرون بكل دقة وأمانة. كما أن التواريخ المسجلة في حفريات فلسطين أكَّدت سلامة القصص الكتابية، مما جعلها موضع الاحترام المتزايد عند هؤلاء العلماء.


ويقول السير فردريك كنيون: "لقد وُجِّهت انتقادات حادة إلى جزء من تاريخ العهد القديم، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكن علم الآثار القديمة أعاد إلى هذا الجزء سلطانه، كما كشف الخلفية التاريخية له. ولـم يصل علم الآثار إلى نهاية اكتشافاته، ولكن النتائج التي وصل إليها تؤكد ما يقوله الكتاب المقدس، إن الكتاب المقدس يستفيد من زيادة معرفة علماء الآثار القديمة!" . 
ويقول برنارد رام: "لقد أعطانا علم الآثار القديمة برهاناً على صحة النسخة المازورية. فهناك ما يُعرف بـ "ختم إرميا" (وهو ختم يختمون به على البيتومين الذي يغلقون به الأواني التي يحفظون بها الخمور) يرجع تاريخه إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي، وعليه ما جاء في إرميا 11:48. وهذا يؤكد لنا صحة النص المازوري. وهذا الختم يؤكد لنا صحة النصّ الذي انتقل إلينا من وقت عمل الختم إلى وقت كتابة المخطوطات. فضلاً عن أن بردية روبرت التي ترجع إلى القرن الثاني ق.م. وبردية ناش التي يقول أولبرايت إنها ترجع إلى عام 100 ق.م. تؤكد صحة النص المازوري" (26). 



ويقول الدكتور أولبرايت: "إن النور الدافق (الصادر من الاكتشافات في أطلال مدينة يوجاريت) والذي ألقى بضيائه على الشِّعر العبري القديم، يؤكد لنا أن نشأة الشِّعر الكتابي قديمة، وأن نقله تـمَّ بأمانة وصدق" (27). 
ويقول: "حتى وقت قريب كان اتجاه المؤرخين الكتابيين أن آباء سفر التكوين جاؤوا من خلق خيال الكتبة العبرانيين بعد انقسام مملكة سليمان، وأنهم لـم يكونوا أشخاصاً حقيقيين. 
ولكن هذا كله قد تغيَّر، فإن الاكتشافات والحفريات منذ عام 1925 أثبتت صدق قصص التكوين كوقائع تاريخية، فإن آباء العبرانيين كانوا من البدو الذين سكنوا عبر الأردن وسوريا وحوض الفرات وشمال الجزيرة العربية في القرون الأخيرة من الألف الثانية ق.م.، والقرون الأولى من الألف الأولى" 



1ـ نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد القديم : 

(أ) يقول سفر التكوين أن أصل بني إسرائيل من بلاد ما بين النهرين، وقد برهنت الحفريات صحة هذا. ويقول أولبرايت: "لا شك أن التقليد العبري صادق في أن الآباء جاءوا من وادي بالخ في شمال غرب بلاد ما بين النهرين". ويجيء البرهان من تتبع آثار حركة هؤلاء الناس في خروجهم من بلاد ما بين النهرين (28). 



(ب) يقول سفر التكوين إنه قبل بناء برج بابل كانت الأرض تتكلم لغة واحدة (تكوين 1:11). وبعد بناء البرج بلبل اللّه لسان كل الأرض (تكوين 9:11). ويتَّفق كثيرون من علماء اللغات حالياً على صحة هذه النظرية. ويقول ألفريدو ترومبيتي إنه يستطيع ان يتابع ويبرهن الأصل المشترك لكل اللغات. ويذهب أوتوياسبرسن إلى أبعد من ذلك ويقول إن اللغة جاءت للإنسان الأول من اللّه (29). 



(ج) في سلسلة نسب عيسو جاء ذكر الحوريين (تكوين 20:36) وقد جاء وقت ظن فيه الناس أن الحوريين كانوا سكان الكهوف، لقرب الشَّبه بين كلمة "حوريين" وكلمة "كهف" العبرية. ولكن الحفريات الحديثة أظهرت أنهم كانوا جماعة من المحاربين عاشوا في الشرق الأوسط في عصر الآباء الأولين. 



(د) خلال الحفريات في أريحا (1930 - 1936 م) وجد العالِم "جارستانج" شيئا غريبا جعله يحرر وثيقة يوقّع عليها هو واثنان من العلماء زملائه، يقول فيها: "لا شك في حقيقة أن أسوار أريحا سقطت تماماً في مكانها إلى الخارج، حتى يتمكن المهاجمون من أن يصعدوا فوقها ويدخلوا أريحا. والغريب في ذلك أن أسوار المدن لا تسقط عادة إلى الخارج بل تسقط إلى الداخل، ولكن أسوار أريحا سقطت في مكانها إلى الخارج كما جاء في (يشوع 20:6 و22).. "فسقط السور في مكانه وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه وأخذوا المدينة" (30). 



(هـ) نجد أن سلسلة نسب إبراهيم صحيحة تماماً، ولكن ثار التساؤل: إن كانت هذه أسماء أشخاص أو أسماء مدن قديمة. والكتاب المقدس يقول إن إبراهيم شخص وإنه تاريخي. ويقول باروز: "تؤكد كل الحقائق أن إبراهيم شخص تاريخي عاش فعلاً. ويجيء اسمه في آثار بابل كاسم شخص كان يعيش في تلك الحقبة التي ينتمي إبراهيم إليها" (31). 



(و) ومع أن رجال الحفريات لـم يكتشفوا بعد الأدلة على صحة كل قصص آباء العهد القديم، إلا أن العادات الاجتماعية المذكورة في القصص مناسبة تماماً للحقبة والموقع اللذين يقول كتاب المقدس إنهما حدثت فيهمـا. وقد جاء الكثير من البراهين على صحة هذا من حفريات نوزو وماري، كما أُلقي الكثير من الضوء على اللغة والشعر العبري من حفريات يوجاريت. لقد وُجدت الشرائع الموسوية في شرائع الحثيين والأشوريين والسومريين والأشونيين. وبمقارنة حياة العبرانيين مع حياة أولئك الشعوب، نرى أن العبرانيين قدّموا معونة ضخمة للعالـم. 
لقد قادت هذه الاكتشافات جماعة العلماء - بغض النظر عن إيمانهم الديني - إلى تأكيد صحة الطبيعة التاريخية لقصص الآباء العبرانيين القدماء (مرجعا 23، 27). 



(ز) قال الناقد المشهور يوليوس ولهاوزن في القرن التاسع عشر عن القول بأن المرحضة صُنعت من المرايا النحاسية أمر دخيل على القصة القديمة، وعليه فإنه يُعتقَد أن قصة بناء خيمة الاجتماع كُتبت بعد عصر موسى بكثير! ولـم يكن عند ولهاوزن برهان على أن المرايا المعدنية لـم تصنع إلا في عام 500 ق.م.، أي بعد عصر موسى بكثير. ولكن الحفريات أظهرت وجود مرايا برونزية في عصر الإمبراطورية في مصر (1500 - 1200 ق.م.)، وهي الحقبة التي عاش فيها موسى (1500 - 1400 ق.م.) (29). 



(ح) ويقول هنري موريس في كتابه "الكتاب المقدس والعلم الحديث": لا زالت هناك مشكلات بلا حل، ونحن نتوقع أن تجيء حفريات جديدة تُزيلها، كما أزالت الحفريات التي تمت الكثير من اللبس. وفي كل ما تـمَّ كشفه من حفريات لـم يحدث مرة واحدة أن ما اكتُشف تعارض مع الكتاب المقدس" 32).



2- نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد الجديد : 

(أ) مكانة لوقا كمؤرخ لا يرقى إليها الشك. ويقول أنجر إن علم الآثار القديمة أثبت صحة قصة الأناجيل وعلى الأخص إنجيل لوقا. ويقول: "هناك اتفـاق عـام اليـوم على أن سفـر الأعمال من قلم لوقا وأنه يرجع للقرن الأول م، وأنه بقلم مؤرخ صادق دقيق في مراجعِهِ" (24). 

يُعتبر السير وليم رمزي أحد عظماء رجال الآثار قاطبة، وقد تتلمذ على المدرسة التاريخية الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر. ولذلك فقد اعتقد أن سفر الأعمال كُتب في منتصف القرن الثاني م. وقد مضى يبحث عن أدلة على هذه الفكرة، ولكن بحوثه جعلته ينقض هذه الفكرة تماماً، فكتب يقول : "لقد بدأتُ بحثي بدون تحيُّز أو اتجاه للفكرة التي انتهيت إليها. بل بالعكس: لقد بدأت وأنا ضد الفكرة، لأن المدرسة الألمانية التي انتميتُ إليها كانت ضدها. ولـم يكن في نيتي مطلقاً أن أفحص هذا الموضوع. ولكن بعد بحث دقيق وجدت أن سفر الأعمال مرجع عظيم المعالـم الجغرافية والتاريخية للمجتمع في آسيا الصغرى، ولقد وجدت أن المعلومات الواردة فيه صحيحة بصورة مذهلة.. ومع أنني - في الحقيقة - بدأت بحثي وفكرتي الراسخة أنه كُتب في القرن الثاني، ولا يمكن الاعتماد عليه فيما يختص بتاريخ القرن الأول، إلا أنني خرجت من أبحاثي بهذه النتيجة: "وهي أنه مرجع أكيد استطاع أن يحل لي الكثير من الغموض والمشكلات". 
ويُظهِر رمزي احتراماً كبيراً للوقا كمؤرخ، فيقول: "لوقا مؤرخ من الدرجة الأولى، لا لأن عباراته صادقة تاريخياً فحسب، لكن لأنه يملك حاسة تاريخية حقيقية، فإنه يركز على الفكرة والخطة التي تحكم تطوُّر التاريخ، ويزن أهمية كل حادثة يوردها. وهو يعالج كل الحوادث الهامة مظهراً طبيعتها الحقيقية باستفاضة، بينما يعالج بسرعة، أو يغفل تماماً، ما لا قيمة له بالنسبة لقصده. وباختصار يجب اعتبار هذا الكاتب ضمن عظماء المؤرخين" (34). 
ولقد ظن البعض أن لوقا أخطأ وهو يصوِّر الأحداث التي أحاطت بولادة المسيح (لوقا 1:2-3) قائلين إنه لـم يحدث اكتتاب (تعداد) وإن كيرينيوس لـم يكن والياً على سورية في ذلك الوقت، وإنه لـم يكن هناك داعٍ لأن يذهب كل واحد إلى مدينته. 
ولكننا اليوم نعلَم، بدون أي شك، أن الرومان كانوا بانتظام يعملون إحصاءً لدافعي الضرائب كما كانوا يعملون تعداداً عاماً كل 14 سنة. وقد بدأ هذا النظام في عهد الإمبراطور أغسطس، وتـم أول تعداد في عام 23-22 ق.م. أو 8-9 ق.م. وتكون إشارة لوقا للتعداد الأخير. 
ووجدنا دليلاً على أن كيرينيوس كان والياً على سورية عام 7 ق.م.، وذلك من كتابة وُجدت في أنطاكية. ومن هذا نرى أنه كان حاكماً مرتين. مرة في سنة 7 ق.م. ومرة في سنة 6 م (وهو التاريخ الذي يذكره المؤرخ يوسيفوس) (35). 
ووُجدَت بردية في مصر تذكر كيفية إجراء التعداد، تقول: "بسبب التعداد القادم يجب على كل من يقيم بعيداً عن بيته لأي سبب أن يجهّز نفسه للعودة إلى موطنه الأصلي وحكومته لاستكمال تسجيل العائلات في هذا التعداد ولتعود الأرض المزروعة إلى أصحابها". 
كما ظن رجال الحفريات أن لوقا أخطأ عندما قال إن لسترة ودربة مدينتان في ليكأونية، ولكن إيقونية ليست كذلك (أعمال 6:14). وقد بنوا افتراضهم هذا على كتابات بعض الرومان مثل شيشرون الذين قالوا إن إيقونية في مقاطعة ليكأونية. واستنتجوا أن سفر الأعمال لا يُعتمد عليه. لكن في سنة 1910 وجد السير وليم رمزي شاهداً اثرياً على أن إيقونية كانت مدينة في مقاطعة فريجية. وقد برهنت الحفريات التالية صدق ذلك (29). 
ويقول لوقا إن ليسانيوس كان رئيس ربع (TETRARCH) على الأبلية (لوقا 1:3) في بدء خدمة يوحنا المعمدان عام 27م. وكان ليسانيوس الذي يعرفه المؤرخون قد قُتل عام 36 ق.م. لكن شاهداً وُجد بقرب دمشق يقول "معتوق ليسانيوس رئيس الرُّبع" ويرجع تاريخ الشاهد ما بين 14 و 29 م (36). 
وفي الرسالة إلى رومية المكتوبة في كورنثوس يقول بولس إن أراستس هو خازن المدينة (رومية 23:16). وعند الحفر في كورنثوس عام 1929 وُجد شاهد رخامي يقول: "أراستس المشرف على المباني العامة أرسى هذا على نفقته الخاصة". 
ويرجع تاريخ الشاهد إلى القرن الأول الميلادي، والأرجح أن أراستس هذا هو نفسه الذي ذكره بولس (15). 
وقد وُجد في كورنثوس شاهد رخامي آخر يقول: "مجمع العبرانيين" ولعله كان على باب المجمع الذي حاجَّ فيه بولس (أعمال 4:18-7). وهناك شاهد آخر مكتوب عليه "الملحمة" التي ذكرها بولس (1 كورنثوس 25:10). 
وكم نشكر علماء الحفريات الذين كشفوا معظم المدن القديمة التي وردت أسماؤها في سفر الأعمال. ونتيجة لذلك يمكن أن نتابع كل رحلات بولس. 
ويتحدث لوقا عن شغب جرى في أفسس، وعن "محفل" في مسرح المدينة (أعمال 23:19). وقد وُجدت هناك كتابة تتحدث عن تمثال أرطاميس (ديانا) الفضي الذي وُضع في المسرح خلال "المحفل". وقد وُجد أن المسرح (عند الحفر عنه) يسع 25 ألف شخص! (36). 
ويتحدث لوقا عن شغب آخر جرى في أورشليم لأن بولس أدخل أممياً إلى الهيكل (أعمال 28:21). وقد وُجدت كتابة باللغتين اليونانية واللاتينية تقول: "ممنوع دخول الأجانب عبر هذا الحاجز المحيط بالهيكل وما يتبع. وكل من يُقبَض عليه داخل الحاجز سيكون هو الجاني على نفسه بعقوبة الموت". وهذا أيضاً يبرهن ما قاله لوقا (36). 
وقد كان هناك شك في استخدام لوقا لبعض الكلمات، فهو يقول إن فيلبي جزء من مقاطعة مكدونية. ويستعمل لوقا كلمة يونانية هي “Meris” التي تعني جزءاً أو منطقة. وقد احتج هورث على استعمال لوقا لهذه الكلمة قائلاً إنها لا تعني "مقاطعة". ولكن الحفريات برهنت على أن هذه الكلمة تصف أقسام المقاطعة، وهكذا برهنت الحفريات على دقة لوقا (29). 
وقد استخدم لوقا كلمة "والي" (Proconsul) كلقب لغاليون (أعمال 12:18) وثبت أن هذا هو اللقب المضبوط كما جاء في كتابة تـمَّ اكتشافها في دلفي جاء فيها: "لوسيوس جونيوس غاليون صديقي، ووالي أخائية" وهذه الكتابة نفسها (52 م) تعطينا التاريخ المضبوط لإقامة بولس في كورنثوس للكرازة مدة 18 شهراً، فقد تولى غاليون ولايته في أول يوليو (تموز)، واستمرت ولايته سنة واحدة، خدم خلالها بولس في كورنثوس (36). 
ويطلق لوقا على الحاكم في مالطة لقب "مقدَّم الجزيرة" (أي الرجل الأول فيها) (أعمال 7:28) وقد أظهرت الحفريات أن هذا كان لقب الحاكم فعلاً. 
ويسمِّي لوقا رجال الحكم المدني في تسالونيكي "الحاكم" Poltrach (أعمال 6:17). ولمّا لـم تكن هذه الكلمة موجودة في الكتابات القديمة، قيل إن لوقا أخطأ. ولكن وُجدت حوالي 19 كتابة بعد ذلك تستعمل هذا اللقب، خمس منها بالإشارة إلى تسالونيكي (36). 
وفي عام 1945 اكتُشفت عظْمتان في نواحي أورشليم عليهما كتابة بالجرافيت، قال مكتشفهما إنهما أول السجلات المسيحية، وكانتا في قبر كان مستعملاً قبل سنة 50 م. وعليهما كتـابـة تقـول Lesos iou and lesous Aloth ورسم لأربعة صلبان. ولعل الأولى صلاة لطلب العون من المسيح، والثانية صلاة لقيامة الشخص صاحب العظام (36). 
(ب) "البلاط" لمدة قرون لـم نجد سجلاً عن القاعة التي حوكم فيها يسوع، وهي المدعوَّة "جباثـا" أي البلاط (يوحنـا 13:19). وقـال الكثـيرون إن الكتاب أخطأ، فلم يوجد وقتها "بلاط"! 
ولكن الحفريات في فلسطين أظهرت أن "البلاط" كان في قلعة أنطونيا، مقر قيادة الجيش الروماني في أورشليم. وقد دُمرت قاعة البلاط عام 66-70 م خلال حصار أورشليم، وظلت مدفونة، حتى عندما أعيد بناء المدينة في عهد هارديان. ولـم تُكتشف إلا حديثاً (32). 
(ج) "بركة بيت حسدا" - لـم يكن هناك ما يدل على وجودها إلا في العهد الجديد. ولكنها وُجدت الآن في شمال شرق المدينة القديمة. وقد وَجد رجال الحفريات بقاياها في سنة 1888 م بالقرب من كنيسة القديسة حنة (36). 



منقول من / كنوز السماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق