1 - لا زال النقَّاد الأدبيون اليوم يتبعون قول الفيلسوف أرسطو إن الشك يجب أن يكون في جانب المخطوطة، وليس في جانب الناقد الذي يدّعي ضدها بغير حق! ويقول مونتجومري: "وعلى هذا فإن الناقد يجب أن يصغي إلى المخطوطة التي يدرسها، ولا يفترض فيها الخطأ أو التحريف إلا إذا ناقض الكاتب نفسه أو ذكر وقائع غير صحيحة" .
ويقول روبرت هورن: "متى يمكن أن نقول عن صعوبة إنها حجة ضد عقيدة؟ إن هذا يتطلَّب ما هو أكثر من مجرد التناقض الظاهري، إذ يجب أن ندرك:
أولاً - أننا فهمنا ما نقرأه تماماً، وفهمنا استعمال الكلمات والأرقام.
وثانياً - يجب أن نلمّ بكل المعرفة عن موضوع الجدل.
وثالثاً - أننا وصلنا للدرجة التي لا نحتاج معها إلى مزيد من نور على الموضوع، وأننا أكملنا كل البحوث عن النص وعلم الحفريات .. الخ".
ويمضي هورن ليقول: "إن الصعوبات التي تقابلنا ليست حجة كافية للحكم ضد المخطوطة، فإن المشكلات ليست بالضرورة أخطاء. ونحن بذلك لا نستهين بالصعاب، ولكننا نضعها في إطارها الصحيح. إن الصعوبات تدفعنا للمزيد من البحث. لا يمكن أن نقول: هنا غلطة بالتأكيد حتى نصل إلى المرحلة التي نقول فيها إننا عرفنا كل ما يلزم عن موضوع ما. ومن الواضح أن صعوبات كثيرة انتهت بعد مزيد من الدرس والمعرفة وبخاصة منذ بداية القرن الحالي" .
وعلى هذا فليس من الصائب أن نحكم ضد حقائق في الكتاب المقدس بأنها أخطاء، حتى ندرس موضوعها دراسة كافية تنفي كل جهل !عودة إلى أعلى الصفحة
2ـ المراجع أساسية وقَــيّمة :
الذين كتبوا الكتب كانوا شهود عيان:
لوقا 1:1-4 "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقَّنة عندنا، كما سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدّامًا للكلمة - رأيت أنا أيضاً إذ تتبَّعتُ كلّ شيءٍ من الأول بتدقيق، أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحّة الكلام الذي عُلِّمتَ به".
2 بطرس 16:1 "لأننا لـم نتبع خرافات مصنَّعة إذ عرَّفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كُنا معاينين عظمته".
1 يوحنا 3:1 "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم شركة معنا. أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح".
أعمال 22:2 "يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قِبَل اللّه بقوات وعجائب وآيات صنعها اللّه بيده في وسطكم، كما أنتم أيضًا تعلَمون".
يوحنا 35:19 "والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعْلَم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم".
لوقا 1:3 "وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، إذ كان بيلاطس البنطي والياً على اليهودية، وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع على أيطورية وكورة تراخونيتس، وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية".
أعمال 24:26-26 "وبينما هو يحتجّ بهذا قال فستـوس بصـوت عظيـم:
أنت تهذي يا بولس! الكتب الكثيرة تحوّلك إلى الهذيان. فقال: لستُ أهذي أيها العزيز فستوس، بل أنطق بكلمات الصدق والصحو، لأنه من جهة هذه الأمور، عالـم المَلِك الذي أكلمه جهاراً، إذ أنا لست أصدّق أن يخفى عليه شيء من ذلك، لأن هذا لـم يُفعل في زاوية!".
ويقول بروس أستاذ النقد الكتابي بجامعة مانشستر: "لقد عرف الكارزون الأوَّلون بالإنجيل قيمة شهادة العيان، فمضوا يقولون إنهم "يشهدون بما رأوه" تأكيدا لأقوالهم. ولـم يكن من السهل على أحد أن يضيف شيئاً على ما قاله المسيح أو فَعَله حقيقة، فقد كان عدد كبير من التلاميذ ومن شهود العيان موجودين عندئذ، وهم يذكرون كل ما حدث".
ولقد كان المسيحيون الأوَّلون يدققون في التمييز بين ما قاله يسوع فعلاً، وبين ما يرونه هم أو يفتكرونه. فمثلاً عندما يناقش بولس مسألة الزواج في كورنثوس الأولى الأصحاح السابع يفرّق بين نصيحته الشخصية وبين رأي الرب فيقول: "أقول أنا، لا الرب" ويقول: "فأوصيهم لا أنا بل الرب".
ولـم يعتمد التلاميذ على شهود العيان وحدهم، بل كان هناك آخرون يعرفون أحداث خدمة يسوع وموته، وكان الوعّاظ الإنجيليون الأولون يذكّرون السامعين بما سبق وعرفوه: "عجائب وآيات صنعها في وسطكم" (أعمال 22:2). ولو أن الوعاظ انحرفوا أقل انحراف عن الحقائق في أي موقف، لواجههم السامعون المعادون لهم بالتصحيح والمقاومة (15).
3ـ المراجع قديمة وأصلية :
يعتبر العلماء العهد الجديد كتاباً قديماً أصلياً يرجع إلى القرن الأول الميلادي.
رسائل بولس بين أعوام 50 - 66 م.
إنجيل مرقس 50 - 60 م.
إنجيل متى 70 - 80 م.
إنجيل لوقا وأعمال الرسل أوائل الستينات م. وهناك برهان قوي على أن لوقا كتبهما.
إنجيل يوحنا 80 - 100 م.
ويقول كنيون إنه من المؤكد أن إنجيل يوحنا كُتب قبل نهاية القرن الأول الميلادي. ويقول نلسون جلويك، وهو حجّة في ميدانه، إننا نقدر أن نقول بتأكيد، على أساس علمي متين، إن كل كتب العهد الجديد كُتبت قبل عام 80 م. وإن كل سفر من العهد الجديد كتبه شخص يهودي تمّت معموديته للمسيحية فيما بين عام 40 و 80 م (20). والأرجح فيما بين 50 - 75 م
منقول من / كنوز السماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق