الأربعاء، 9 مايو 2012

الشيطان - لمعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث

الشيطان نشاطه وصفاته


نشاطه
الشيطان لا يعمل وحده. إنما له أعوان وجنود كثيرون. ندعوهم أيضاً شياطين. والشياطين هي أرواح شريرة. تنشر الشر علي نطاق واسع. وهي - كأرواح - لا تُري. ولكن تُدرك بعملها. وهي دائمة العمل. لا تهدأ من الجولان في الأرض والتمشي فيها. تلقي بذرها في أي موضع.
والشياطين أقوياء. وكثيراً ما ينجحون في عملهم
لقد استطاعوا أن ينشروا الوثنية في العالم أجمع
ومر وقت كان فيه غالبية أهل العالم يعبدون الأصنام. وبعضهم يعبدون النار. أو يعبدون الشمس. أو الأرواح. ووقعت الدول والشعوب أيضاً في تعدد الالهة. ورفضوا الاله الواحد. وحاربوا كل من يؤمن به.
***
واستطاع الشيطان أيضاً أن يوقع العالم في شكوك عقائدية منها الإلحاد. وانكار وجود الله. أو رفض هذا الاله.
بأن نشر فلسفات ضد الدين. ليس في العالم القديم فحسب. بل في عالمنا الحديث أيضاً. فالفلسفة الشيوعية أنكرت وجود الله. وبعض منهم ادّعي أن الله الذي يعبده المتدينون. يعيش في برج عاجي. لا يهتم باحتياجات الناس. ولا يبالي بالفروقات الكبيرة بين ثروات الأغنياء. والفقر والعوز لسائر الناس. فرفضوا هذا الاله.
***
كذلك أمكن للشيطان أن ينشر الفلسفة الوجودية.
وكأن شعار من يعتنقها: إنه من الخير ان الله لا يوجد. لكي أوجد أنا.. أي لكي أتمتع بالوجود كما أريد. في حرية لا تقف ضدها وصايا الهية ولا قيم أخلاقية. وبهذا الفكر أمكن للشيطان أن ينشر الإباحية.
وما أكثر الشكوك التي نشرها الشيطان حول أصل الوجود. وحول الخليقة. وحول قيامة الأموات والعالم الآخر أو الحياة بعد الموت. بمهاجمة الدين عموماً. والادعاء بأنه أفيون الشعوب!!
***
وكما تجرأ الشيطان علي العقائد. هكذا تجرأ علي الأخلاقيات.
وحالياً ما أوسع عمله في نطاق الشذوذ الجنسي Homosexuality حتي أصبح هؤلاء الشواذ يجاهرون بوجودهم في غير خجل ولا حياء. ويطلبون أن يعترف المجتمع بهم كما هم. وبأن تكون لهم حقوق يطالبون بها بل انهم يكوّنون جماعة من المافيا تهدد من يعاديها. حتي من رجال القضاء أيضاً.
***
ومن أمثلة ما نشره الشيطان ضد الأخلاق جماعات الهيبز والبيتلز
وما قاموا به من إجرام وشرب للدماء.
كذلك سمعنا قريباً عن الجماعات التي تؤمن بعبادة الشيطان. مع ممارسات معينة. وتعلن عن ذاتها. وإذا ما حوكمت. يدافع عنها البعض باسم "حقوق الانسان"!!
يضاف إلي كل هذا انتهاكات كثيرة للفضيلة تطلق علي ذاتها أسماء كثيرة. وتجد رواجاً وسط الطبقات "الراقية"!
***

ودخل الشيطان في مجال الدجل. ومعرفة الغيب!
بينما الغيب لا يعرفه إلا الله وحده. فكأنما الشيطان ينافس الله في معرفته. ومن أشهر ما عمله الشيطان في هذا الأمر. دخوله في مجال واسع للمنجمين. وما توحي به النجوم من تنبؤات حول حظوظ الناس وما سوف يحدث لهم في المستقبل.
كذلك معرفة الغيب عن طريق قراءة الكف. وقراءة الفنجان. وضرب الرمل. ووشوشة الودع. وما قيل وما نشر عن البندول في الستينيات.
وأيضاً استشارة أرواح الموتي. بأنواع وطرق شتي. منها الوسيط والتنويم المغناطيسي. واعتبار أن موضوع الأرواح علم يسمي "علم الأرواح". يصفون فيه الأرواح وشكلها. ويصورونها. ويصفون أيضاً تحركاتها. ويستدعونها إن شاءوا ويتحدثون معها! وأمور أخري كثيرة في عالم الغيبيات.
***
ولا ننسي ما عمله الشيطان في مجال السحر
وظهور سحرة مشهورين عُرفوا في التاريخ. حتي في أيام موسي النبي. وادعوا أنهم يقومون بأعمال غريبة. وبأشياء فائقة للطبيعة.
ومازال السحر معروفاً في أيامنا. وله تأثيره علي الناس.
كذلك ما يعرف باسم "العمل". وتأثير هذا "العمل" علي مصائر الآخرين! مع الادعاء بأن هناك أناسا لهم مواهب لفك العمل واعادة الأمور إلي وضعها الطبيعي.
وقد قُبض علي بعض المشتغلين في مجال السحر هذا. ومنهم من كان يدعي النبوة أيضاً. وان له مواهب خارقة. يجعل بها كثيراً من البسطاء تحت قيادته وتوجيهه. وطبعا هو وهم تحت قيادة الشيطان.
***
والشيطان يعمل أيضاً في مجال العرافة والعرّافين
وبهذا الادعاء يجعل البعض أيضا تحت قيادته. بادعاء المعرفة ويوهم ضحاياه انها معرفة الهية وُهبت له!
ويوجد من يقودهم الشيطان عن طريق الأحلام الكاذبة. أو الرؤي الكاذبة. وقد يظهر للبعض منهم في هيئة ملاك أو نبي أو شهيد. ليوهمه بأنه مرسل من عند الله. ومن العجيب أن غالبية الذين ينخدعون عن هذا الطريق يكونون من المتدينين!
وألوان الخداع عند الشيطان كثيرة. وقد تدخل عند ضحاياه تحت عنوان الأعاجيب. وهي نوع من أمور Fantastics.
***
ومن المجالات التي عمل فيها الشيطان أيضاً: الحروب والانقسامات. واستخدام العلم بطريقة منحرفة أو ضارة
فقد استطاع ان يقلب دولاً علي دول. وشعوباً علي شعوب. وجماعات علي جماعات. وكان نتيجة ذلك الحقد والقتال وفقد السلام. والموت والخراب. وقد تستمر الحروب والنزاعات طويلاً. وفي عنف.
وقاد الناس - في حروبهم - إلي استخدام العلم في اختراع الأسلحة النووية. والكيمياوية. وكافة الأسلحة الخطيرة المدمرة وباقي الآلات الحربية التي تُصرف عليها أموال طائلة كان يمكن استخدامها في الخير.
يضاف إلي هذا استخدام العلم في تكوين البويضات المخصبة. لايجاد نسل بطريق غير شرعي. وأيضاً الطريق الحديث في محاولات استنساخ حيوانات. ثم البحث عن استنساخ البشر. في منافسة لأسلوب الله - تبارك اسمه - بوضع قاعدة لتكوين الأسرة بالتناسل من ذكر وأنثي.
وما أكثر ما دعا الشيطان إلي استخدام العلم في البشر
ننتقل الآن إلي نقطة أخري هي صفات الشيطان
***
صفاته
*إن الشيطان حسود.
لا يستريح قلبه مطلقاً إن رأي انساناً باراً أو ناجحاً. فيعمل كل جهده علي اسقاطه وفشله.
وحسد الشيطان ليس حسد مشاعر. انما هو حسد مدمر. يضرب فيه بكل قسوة. لقد حسد أبوينا الأولين علي نعمة الله عليهما. فعمل علي اسقاطهما. وحسد العالم علي ايمانه بالله. فأسقطه في الوثنية وفي تعدد الالهة وفي الإلحاد. وهو يحسد كل معرفة وحكمة. فيعمل علي تغيير مسارها.
لذلك إن منحك الله موهبة. فاسلك فيها باتضاع. واحترس من حسد الشياطين.
* والشيطان مقاتل قوي لا يهدأ مطلقاً. ولا يملّ
وهو لحوح في قتاله. ربما الفكر الواحد يظل يعرضه مرات ومرات. ومهما قوبل بالرفض لا ييأس ويستمر في عرضه. كذلك فيما يعرضه من شهوات.. فربما من كثرة الضغط والالحاح. يستسلم له الانسان ويخضع.
والشيطان في إلحاحه. لا ييأس من الفشل أبداً. ولا يخجل بل يعود.
إنه يلقي سمومه كل حين وعلي كل أحد. وربما الذي لا يهلك بها اليوم. قد يهلك بها غداً أو بعد غد. أو بعد سنة.
***
* والشيطان ذكي. وصاحب حيلة. وأيضاً كذاب في حيله.
انه ذكي جداً في تدابيره التي يدبرها لاهلاك البشر. ويحرص انها لا تكون مكشوفة. ولكن حكمته في البشر كلها خبث ومكر ودهاء.
ومن مظاهر ذكائه. انه قد يغيّر خططه وأساليبه لتوافق الظروف. وأيضاً لتوافق عقلية ونفسية من يحاربه. يسبك حيله بطريقة ذكية لا يشعر بها الانسان المحارب. أو أنه يقدم الخطيئة في صورة فضيلة.
وهو كذاب في كل ما يقدمه من رؤي ومن أحلام ومن نصائح. ومن معرفة بالغيب. ومن إغراءات بما يزخرف به الخطية ويضفيه عليها من صور جذابة.
وهو يكذب حينما يقود انساناً إلي الانتحار. ويقنعه بأنه بالموت سوف يتخلص من كل أتعابه. بينما الموت ليس هو نهاية حياة. بل هو بداية حياة لا تنتهي. يجد المنتحر نفسه فيها في الجحيم.
كذلك يكذب علي السارق وعلي المهرب وعلي المرتشي حينما يقنعهم بأن الأمر سوف لا ينكشف. ويكذب علي القاتل حينما يقنعه أن القتيل يستحق القتل!
***
* والشيطان خبير بالحروب. وبالنفس البشرية
تصوروا الشيطان يحارب الانسان منذ أكثر من سبعة آلاف سنة. منذ آدم وحواء.. أية خبرة تكون له اذن في حربه مع البشر. لا شك أنه أقدر مخلوق علي فهم النفس البشرية وطريقة محاربتها. لقد درس واختبر النفس البشرية جيداً. ويعرف نواحي القوة والضعف فيها. ومتي تصمد وتقاوم. ومتي تلين وتستسلم. ومتي تسعي بذاتها إلي الخطية. لذلك فهو يعرف الأسلوب الذي يحاربها به.
ان الشيطان مرشح ان يكون أكبر عالم نفساني. وأكبر محلل نفساني.
علم النفس عنده. ليس مجرد نظريات. انما هو خبرات. علي المستوي العملي والعلمي أيضاً. وعلي نطاق واسع جداً شمل البشرية كلها. بشتي أجناسها.
فهو يعرف متي يحارب الانسان. وكيف يحاربه؟ ومتي ينتظر؟ ومن أي الأبواب يدخل إلي الفكر وإلي القلب؟
***
* والشيطان كثير المواهب:
لقد فسدت طبيعته. ولكن لم تضع منه قدراته. لقد فقد طهارته. ولكن لم ينقد مواهبه كملاك. فهو يستطيع أن يعبر من قارة إلي أخري في لمح البصر.
* هو عالم من علماء الدين. يحفظ كل الآيات. ولكنه يفسرها حسب هواه. وهو علي علم بكل البدع. بل هو مخترعها وملقيها إلي أصحابها.
* وهو يعرف الشعر. بل ان كثيراً من الشعراء يتحدثون عن شيطان الشعر. لذلك ليس غريبا قول أحد علماء الأرواح انه استحضر روح شاعر مشهور. وسمع منه قصيدة بنفس أسلوبه. لعل الشيطان تدخل وأملاها للوسيط.
* والشيطان يعرف الموسيقي والفن والنحت والرسم والأغاني بل ربما يكون الملهم لأكثر الفنون اغراء. وهو يلهم المشتغلين بالملاهي والعبث كل ما يحتاجونه في فنونهم لاغراء الناس واسقاطهم.
* والشيطان هو من علماء النفس كما قلنا..
* غير أن كل علم للشيطان. يسيّره وفق أغراضه وأهدافه.
***
* والشيطان علي الرغم من قسوته. قد يتظاهر بالحنو والعطف.
إن "العطف" عنده وسيلة للاسقاط. عطفاً منه يحدثك في وقت صومك عن وجوب الاهتمام بصحتك. ولكنه لا يحدثك عن الصحة إذا داومت علي التدخين أو المسكرات أو الشهوة الشبابية الضارة بالصحة.
يظهر "عطفه" عليك. حينما تجهد نفسك في أداء واجبك. فيدعوك حينئذ إلي الراحة. ولكنك ان تعبت في أمور باطلة. لا ينصحك بالراحة.
يشفق عليك من السهر. ويدعوك إلي النوم. حرصاً علي صحتك. ولكنه لا يفعل ذلك ان سهرت في اللهو أو في وسائل الترفيه المتنوعة.
إن شفقة الشيطان ونصائحه لك بالراحة. ليست نصائح مخلصة. ولا هي صادقة. ولا أمينة.
***

*الشيطان أيضاً نهّاز للفرص
*وله أيضاً حيل عديدة جداً........


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق